الأحد، 21 أبريل 2013

الحبيب الأول ..


أحبك في القنوط , وفي التمنِّي , كأنِّي منك صرت , و صرت مني
أحبك فوق ما وسعت ضلوعي , و فوق مدى يدي , و بلوغ ظني
هوى مترنح الأعطاف طلق , على سهل الشباب المطمئن

* * *

أبوح إذن , فكل هبوب ريح حديث عنك في الدنيا و عنِّي
سينشرنا الصباح على الروابي , على الوادي , على الشجر الأغن
أبوح إذن فهل تدري الدوالي بأنَّك أنت أقداحي و دني ؟
أتمتم باسم ثغرك فوق كأسي , و أرشفها كأنَّك أو كأنِّي

* * *

نعيم حبنا , فانظر بعيني , و عرس للمنى , فأسمع بأذني
كأنَّ الصحو يلمع في ظنوني , و يخفق في ضلوعي ألف غصن
على الوتر الحنون خلعت شوقي , و ماج هواي في آه المغني
ففي النغم العميق إليك أمشي , و أسلك جانب الوتر المرن


أمين نخلة

الثلاثاء، 9 أبريل 2013

...


أتعلم يا صديقي كيف يكون ذلك الشعور
أن تكون محاطاً بالكثير من أفراد عائلتك
و عشرات الأصدقاء
و كلهم يرسمون لك إحدى صورتين
الأولى أن يخذلوك بعد أن عقدت أملاً فيهم
و الثانية أن لا تجد أحداً منهم قد يخفف عنك مَصَابك من خذلان الأولى
و أنَّ لا ذنب لهم في ذلك فـ لكل منهم روايته المأساوية فـ هو في غنى عنك مكتفٍ بمعالجة أموره
و أنَّ الخليل الذي يلازمك طول الوقت و يعلم عنك أتفه الأمور و أصغر الأسرار
الذي يعلم مكنونات صدرك من صمتك و يجيد قراءة ما بين السطور التي قد تنطقها شفاهك
الذي يعلم تماماً أين يجدك حين تحاول الإختباء من حزنك و مشاعرك أحياناً
ليس إلَّا خرافة ..؟!


أتعلم يا صديقي كيف يكون ذلك الشعور
عندما تكون محلقاً في خططك و أحلامك الوردية
و يتسلل الشخص الذي لربما قطع وعوداً جليلة من خلفك ليرميك بصاعقة تهوي بك إلى أسفل قاع يمكن لعقلك تخيله
و من شدة الألم الذي ألمَّ بك و الصدمة لا تسعفك الكلمات ..؟!


أتعلم يا صديقي كيف يكون ذلك الشعور
أن تكون مشبعاً بالخذلان لدرجة أنْ لا يبقى فيك حيز للثقة
أن تصبح شخصاً هشاً ضعيفاً لا تقوى على أن تسند نفسك للوقوف
و أن تعيش يومك باحثاً بـ جوع عن جدار تعلق عليه آمالاً كان كتفك ضئيلاً لكي يحملها ..؟!


أتعلم يا صديقي كيف يكون ذلك الشعور
عندما تضيع و أنت تسأل نفسك ما الشيء الحقيقي في حياتك بين كل تلك الكذبات
و عندما تكون مهيأً نفسياً لقبول جميع الصفعات و الخيبات و قبول أسوأ الأمور من أجل حقيقة واحدة ترتكز عليها في حياة مليئة بالوهم ..؟!


أتعلم يا صديقي كيف يكون ذلك الشعور 
حين تتشبث بأوراقك التي تكتبها 
كأن أجزاءً من روحك نثرتها عليها
كأنها دليل على أنَّك كنت هناك يوماً
و يُحكى فيما مضى أنَّ إنساناً عاش حقبة من الزمن يتألم ..؟!

أتعلم يا صديقي كيف يكون ذلك الشعور
عندما ترى في الذكريات لك حياة
و أنْ تصبح الذكريات الماضية هي حاضرك
و أنْ يحلَّ الليل و أنت مستيقظٌ بـ عينين مرهقتين و عقلٌ أجهده التفكير
و تستنفذ كل حيلك لتنام و من ثم تلاحقك الكوابيس لـ ينتهي بك المطاف مستيقظاً من جديد
و تعلم حينها أنَّك أفقر الناس حظاً ..؟!


أتعلم يا صديقي كيف يكون ذلك الشعور
عندما تتراكم كل تلك المشاعر عليك في نفس الوقت ..؟!


حسناً يا صديقي تلك المشاعر ترافقني منذ قرابة الأربع سنين ...

الثلاثاء، 26 مارس 2013

من السطح إلى القاع !


في تمام الساعة الثانية فجراً يقود سيارته الفارهة متجهاً لمنزله بعد أن إلتقى بأعز أصدقائه الذين لم يلتقيهم منذ مدة ,

الشوارع خالية من الحركة و يبدو أنه واحدٌ من القلة المستيقظين في ذلك الوقت ,
و فجأة على أنغام أغنية فيروز " كيفك إنت " يعصف ذهنه بأفكارٍ مختلفة و يخفق قلبه كأن نسيم البحر مسَّه ,
كم هو جميلٌ أن تلتقي بأصدقائك بعد طول غياب لتجدهم هم أنفسهم لم تلعب بهم رياح التغيير
بنفس حس الدعابة الساذج و نفس طريقة الضحك و نبرات أصواتهم في الكلام كلها كما عهدتها
و يلقي نظرة خاطفة لساعة معصمه القديمة , هي أيضاً صديقة وفية جمعته بها الكثير من الذكريات
و يكمل طريقه ماراً بـ شارع " الممشى " المعروف في مدينة جدة ليتذكر حُبَّ حياته الغائب ..
و يبدأ الحنين و التساؤل يطرقان فؤاده و عقله بشراسة .
قلبه لا يزال يخفق بشدة و بغرابة لم يعتد عليها من قبل
و كل صورة تصورها عيناه المجهدة تبعث بعدها كماً هائلاً من الذكريات
" حتَّى التجارب السيئة لها نصيبٌ من الجمال بعد أن تصبح ذكرى " رددها في نفسه ,
و بدأ يعدد الغائبين في حياته و لم يلبث أن ينتهي حتى تبيَّن له أنَّه هو الغائب
و أن الدنيا التي لم يتصور أن تبحر به قد أخذته أسيراً مكبلاً بمشاغلها و تقلباتها .
يا لها من دنيا مزاجية لا تعرف للحلول وسطاً .
مرت سنتان منذ آخر مرة جلس فيها يستمع لثرثرته و معضلاته
لعل قلبه كان يخفق حياءً و لهفةً من جلسة مصارحة جديدة بعد سنتين من الصمت ,
و انقطع حبل أفكاره بإنتهاء الأغنية و وصوله لوجهته ...

الخميس، 6 ديسمبر 2012

..

اليوم أعتصم بوحدتي
و أكتفي برؤيتك تذبل و تحترق في نيران كذبك
ستبكي عليَّ عمراً
ستبحث عن فُتاتٍ من مشاعرٍ تقاسمناها يوماً
و لن تجد سوى الغصات في كل زاوية تقطع أنفاسك
كما عكفت على كسري و اجتهدت فيه
غيابي وحده كفيل بأخذ حقي منك
و ذلك الذي أمسك بيدك و أنت أعمىً
لن تجده و لو أبصرت يوماً 


الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012

.. ... ..



تمُرُ الفُصُول بينَ يدي مسرعةً كأنَّما هيَ تهرُبُ مني
ولا زلتُ أرى مصابيحَ غُرفتي مضاءةً حول مئاتِ الغرفِ النائمة
وفي أحلَكِ الليالي وأشدها وحدةً وشكَّاً يذهب التفكيرُ بعقلي
أينَ وكيفَ ومَتى ولمَ أيضاً وهل حقاً يكونُ ذلك ؟!
أهيَ شدةُ التنوير بداخلي تكون
أم تكونُ غرقي في وساوِسَ ثوريةٍ لا أحسبني أفيقُ منها
*************
*************
أيكونُ ذلك الشَخص قدري وسعَادتي
أتمنَّى أنْ يفهمَني كما أفهمُ حِيرتي وهواجِسي
لعلَّهُ يكسرني للأبد
ولعلَّهُ يُنبتُ بقلبي أماناً وسكينةً لطالما احتجتُها
أظنُني سأبقى عالقاً في المُنتصَف بين بدايةٍ إنتهت , ونهايةٍ لا أصلُ إليها ...

الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

.. ...


أصابتني سنينٌ متلاحقات بعجزٍ وقلةِ حيلة
مزقتني التساؤُلات :
أين أنت وكيفَ تكونُ يا موطن ؟!
وكم من تِلك السنين بقيت بداخلي لتمضيَ وأجدُك ؟!
هَل لي بقيةٌ تُجاهدُ للبقاء  ؟
أم سأنفذُ غريباً بِلا موطن ؟

تراكمت السنينُ فوقَ بعضها حتى ظننت بأني خُلِقتُ لأجيدَ الاغتراب
وحسبتُ بأنَّ الغربةَ بداخلي ورثتها عن أبي ,

وفي يومٍ ترنحت فيه حدَّ الإعياء
ظهرتَ لي من حيثُ لم أعلم
وبدأتَ تسقيني بنقاءٍ وحنينٍ إليك لا ينضب
وبين واقعٍ وسكرةِ حُلُم
عُدت بي من غريبٍ استنزفتهُ الأيام
لعاشقٍ وجَد فيك وطناً ضائعاً بين الخيالات .

* أرجوكَ ابقى ودُم لي
فأنا الآن لا أُبصرُ ولا أشتاقُ لوطنٍ سواكَ وأنا فيك ...

الجمعة، 24 أغسطس 2012

" مدينة الحزن ...*


للحزن يا سيدي مدينةٌ مظلمة ... لا يسكنها سواي
يُقال يا سيدي
أنَّ لون الحزن أسود
وأنَّه يسكن تلك القلوب المفجوعة
وأنَّه يمتص رحيق العمر
وأنَّه حين يدخل مدن الاحلام يدمرها
وأنَّ الشطآن التي يمر بها الحزن تشتعل بالنار
فما هو الحزن الذي يتحدثون عنه ؟!


إنَّ الحزن يا سيدي
هو أنْ التقيك في زحمة العمر
وأنسج معك أجمل حكاية حب
نعيش تفاصيلها وطقوسها
ونحلم بغدٍ أفضل
ثم تنتهي الحكاية بمآساة



الحزن يا سيدي
هو أنْ أفتح لك مدن احلامي
وأسكن معك في قصر من الخيال
وأنجب منك في خيالي طفلاً وطفلة
ثم ينهار القصر على رأسي
ويموت طفلاي أمامي



الحزن يا سيدي
هو أنْ اخبئ عمري في قلبك
وأملأ حقائبك بأيامي
وأضع سعادتي في عينيك
ثم ألَوح لك مودعة
لا حول لي ولا قوة



الحزن يا سيدي
أنْ تصبح مع الأيام
عيناي التي أرى بهما
وهوائيَ الذي أتنفسه
ودمي الذي أعيش به
ثم أنزفك عند الرحيل " دفعة واحدة "



الحزن يا سيدي
هو أن أدمن حبك .. وأدمن صوتك
وأدمن عطرك .. وأدمن وجودك معي
ثم أفتح عيناي على غيابك



الحزن يا سيدي
أنْ تتحقق بعد حلم
وأنْ ألتقيك بعد أمنية
وأنْ تأتي بعد انتظار
وأنْ أجدك بعد بحث
ثم أستيقظ على زلزال رحيلك



الحزن يا سيدي
أنْ أتعلم الطيران فلا أصلك
وأنْ أفتح الدفاتر فلا أجدك
وأنْ أحفر الارض فلا أجدك
وأنْ أقطع البحر فلا أجدك
وأنْ أخترع البقاء فلا ألتقيك



الحزن يا سيدي
أنْ تُفَارَق ولا تُفَارِق
فتصمت ويبقى صوتك في أذني
وتغيب فتبقى صورتك في عيني
وترحل وتبقى أنفاسك في قلبي
وتختفي ويبقى طيفك خلفك يمزقني



الحزن يا سيدي
أنْ أغمض عيني فأراك
وأنْ أخلو بنفسي فأراك
وأنْ أقف أمام المرآة فأراك
وأنْ ألمح هداياك فأراك
وأنْ أقرأ رسائلك فأراك



الحزن يا سيدي
أنْ أبحث عن عطرك في ضفائري
وأنْ أبحث عن عطرك في يدي
وأنْ أبحث عن عطرك في أحلامي
وأنْ أبحث عن عطرك في الطرقات
وأنْ أبحث عن عطرك في الجدران
فلا أشم سوى رائحة الغياب



الحزن يا سيدي
أنْ أجمع البقايا خلفك
وأنْ أرسم وجهك في سقف غرفتي
وأنْ أحاورك كل ليلة كالمجانين
وأنْ أشد الرحال إليك عند الحنين
وأنْ أعود إلى سريري في آخر الليل فأبكيك ...



الحزن يا سيدي
أنْ يأتي العيد وأنا وحدي
وأنْ يأتي الربيع وأنا وحدي
وأنْ تهطل الأمطار وأنا وحدي
وأنْ يطرق الحنين بابي وأنا وحدي
وأنْ يمضي بي أجمل العمر وأنا وحدي



الحزن يا سيدي
أنْ أراك صدفة
وأنْ يجمعني بك الطريق ذات يوم
فأراك بصحبة سواي , يدك في يدها
تنظر إليَّ فلا تعرفني وعمري خلفك يناديك فلا تسمعه ...



الحزن يا سيدي
أنْ أكتب فلا يصلك حرفي
وأنْ اصرخ فلا يصلك صوتي
وأنْ الفظ انفاسي فلا أراك
وأنْ أموت فيصلك النبأ كالغرباء ...






it wasn't written by me
but it's one of my very favourites
Eyad J. Fattani