الثلاثاء، 26 مارس 2013

من السطح إلى القاع !


في تمام الساعة الثانية فجراً يقود سيارته الفارهة متجهاً لمنزله بعد أن إلتقى بأعز أصدقائه الذين لم يلتقيهم منذ مدة ,

الشوارع خالية من الحركة و يبدو أنه واحدٌ من القلة المستيقظين في ذلك الوقت ,
و فجأة على أنغام أغنية فيروز " كيفك إنت " يعصف ذهنه بأفكارٍ مختلفة و يخفق قلبه كأن نسيم البحر مسَّه ,
كم هو جميلٌ أن تلتقي بأصدقائك بعد طول غياب لتجدهم هم أنفسهم لم تلعب بهم رياح التغيير
بنفس حس الدعابة الساذج و نفس طريقة الضحك و نبرات أصواتهم في الكلام كلها كما عهدتها
و يلقي نظرة خاطفة لساعة معصمه القديمة , هي أيضاً صديقة وفية جمعته بها الكثير من الذكريات
و يكمل طريقه ماراً بـ شارع " الممشى " المعروف في مدينة جدة ليتذكر حُبَّ حياته الغائب ..
و يبدأ الحنين و التساؤل يطرقان فؤاده و عقله بشراسة .
قلبه لا يزال يخفق بشدة و بغرابة لم يعتد عليها من قبل
و كل صورة تصورها عيناه المجهدة تبعث بعدها كماً هائلاً من الذكريات
" حتَّى التجارب السيئة لها نصيبٌ من الجمال بعد أن تصبح ذكرى " رددها في نفسه ,
و بدأ يعدد الغائبين في حياته و لم يلبث أن ينتهي حتى تبيَّن له أنَّه هو الغائب
و أن الدنيا التي لم يتصور أن تبحر به قد أخذته أسيراً مكبلاً بمشاغلها و تقلباتها .
يا لها من دنيا مزاجية لا تعرف للحلول وسطاً .
مرت سنتان منذ آخر مرة جلس فيها يستمع لثرثرته و معضلاته
لعل قلبه كان يخفق حياءً و لهفةً من جلسة مصارحة جديدة بعد سنتين من الصمت ,
و انقطع حبل أفكاره بإنتهاء الأغنية و وصوله لوجهته ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق