الثلاثاء، 9 أبريل 2013

...


أتعلم يا صديقي كيف يكون ذلك الشعور
أن تكون محاطاً بالكثير من أفراد عائلتك
و عشرات الأصدقاء
و كلهم يرسمون لك إحدى صورتين
الأولى أن يخذلوك بعد أن عقدت أملاً فيهم
و الثانية أن لا تجد أحداً منهم قد يخفف عنك مَصَابك من خذلان الأولى
و أنَّ لا ذنب لهم في ذلك فـ لكل منهم روايته المأساوية فـ هو في غنى عنك مكتفٍ بمعالجة أموره
و أنَّ الخليل الذي يلازمك طول الوقت و يعلم عنك أتفه الأمور و أصغر الأسرار
الذي يعلم مكنونات صدرك من صمتك و يجيد قراءة ما بين السطور التي قد تنطقها شفاهك
الذي يعلم تماماً أين يجدك حين تحاول الإختباء من حزنك و مشاعرك أحياناً
ليس إلَّا خرافة ..؟!


أتعلم يا صديقي كيف يكون ذلك الشعور
عندما تكون محلقاً في خططك و أحلامك الوردية
و يتسلل الشخص الذي لربما قطع وعوداً جليلة من خلفك ليرميك بصاعقة تهوي بك إلى أسفل قاع يمكن لعقلك تخيله
و من شدة الألم الذي ألمَّ بك و الصدمة لا تسعفك الكلمات ..؟!


أتعلم يا صديقي كيف يكون ذلك الشعور
أن تكون مشبعاً بالخذلان لدرجة أنْ لا يبقى فيك حيز للثقة
أن تصبح شخصاً هشاً ضعيفاً لا تقوى على أن تسند نفسك للوقوف
و أن تعيش يومك باحثاً بـ جوع عن جدار تعلق عليه آمالاً كان كتفك ضئيلاً لكي يحملها ..؟!


أتعلم يا صديقي كيف يكون ذلك الشعور
عندما تضيع و أنت تسأل نفسك ما الشيء الحقيقي في حياتك بين كل تلك الكذبات
و عندما تكون مهيأً نفسياً لقبول جميع الصفعات و الخيبات و قبول أسوأ الأمور من أجل حقيقة واحدة ترتكز عليها في حياة مليئة بالوهم ..؟!


أتعلم يا صديقي كيف يكون ذلك الشعور 
حين تتشبث بأوراقك التي تكتبها 
كأن أجزاءً من روحك نثرتها عليها
كأنها دليل على أنَّك كنت هناك يوماً
و يُحكى فيما مضى أنَّ إنساناً عاش حقبة من الزمن يتألم ..؟!

أتعلم يا صديقي كيف يكون ذلك الشعور
عندما ترى في الذكريات لك حياة
و أنْ تصبح الذكريات الماضية هي حاضرك
و أنْ يحلَّ الليل و أنت مستيقظٌ بـ عينين مرهقتين و عقلٌ أجهده التفكير
و تستنفذ كل حيلك لتنام و من ثم تلاحقك الكوابيس لـ ينتهي بك المطاف مستيقظاً من جديد
و تعلم حينها أنَّك أفقر الناس حظاً ..؟!


أتعلم يا صديقي كيف يكون ذلك الشعور
عندما تتراكم كل تلك المشاعر عليك في نفس الوقت ..؟!


حسناً يا صديقي تلك المشاعر ترافقني منذ قرابة الأربع سنين ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق